روائع مختارة | قطوف إيمانية | عقائد وأفكار | الإبتكار العابث بالنوع البشري!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > عقائد وأفكار > الإبتكار العابث بالنوع البشري!


  الإبتكار العابث بالنوع البشري!
     عدد مرات المشاهدة: 1885        عدد مرات الإرسال: 0

تسير المجتمعات وتتطور في ظل عدة محاور تقودها وتغير مفاهيمها وقيمها وفقا لأهداف خاصة وعامة.. فالإقتصاديون يرون رأس المال في الدرجة الأولى لهم، بينما يرى السياسيون أن السيطرة على مقدرات الشعور وتسيير أمورهم هدفا ليستمروا في البقاء كواجهة لمجتمع معين، وهم أصحاب قيم متغيرة.. بينما ينشغل العلماء والخبراء في البحث والتجريب من أجل التطوير، ومع هؤلاء يأتي الحكماء وعلماء الدين والعلوم الإنسانية فينظّرون في القيم والمبادئ... بينما البقية الباقية فهي التي تقبل التغير وتسير وفق توجهاته وطبيعته، وتتكرر هذه الصور في كل المجتمعات، بل أصبح العالم يسير بشكل متوازن فكل حدث أو ظاهرة إيجابية أو سلبية يتأثر بها جميع الناس بدرجات مختلفة.

ومن هذه الظواهر.. الإختلال في الجنس البشري بسبب ضعف الأخلاق والبعد عن الدين مع ظهور تقنيات علمية مثل الهندسة الوراثية وتقنية النانو وقدرة العلماء بإختلاف توجهاتهم في تغيير البشر بدرجة ملموسة في الشكل الخارجي وفي الهرمونات بين الرجل والمرأة.. فمنها تغيير ايجابي مثل علاج الأمراض وتحسين الصفات البشرية ومنها سلبي مثل قلب بعض خصائص الرجل والمرأة بحيث يصبح الرجل نصف امرأة والعكس للمرأة...

ولعل من أهم المسببات التي تجعل الجنس البشري يرغب في التغيير هو المشكلات العالمية والمحلية التي تفقد البشر التركيز في الأهداف والهويات، ونوع الأكل الذي يغير في بعض المكونات والإفرازات لجسم الإنسان لما يحتويه من مكونات كيميائه وغير طبيعية، ولا ننسى سيطرة الإعلام وتقنيات الإتصال التي أثرت بشكل واضح في تشابه قيم وعادات الشعوب.

وتظهر إنحرافات سلوكية مثل الجنس الثالث وغيرها لأهداف منها تحقيق الذات وغياب القيم وضعف تأثيرها على الشعوب وغياب القدوة الصالحة في المجتمعات.

ولعلي أقدم مقترحاً سيساعد في نقاء البشرية وتعديل إنحرافاتها بعد التمسك بالتدين والتشديد على النظام في كل مجتمع، هو نشر الذكاء الإجتماعي الذي يحقق التوازن بين حاجات الأفراد وحاجات المجتمعات، وبين أهداف أصحاب القرار وأهداف الشعوب، مما يساعد على فهم الآخرين وكسب تعاونهم معك لتحقيق المصالح المشتركة.

وفي مجال الذكاء الاجتماعي يقول مارك سيندر mark sender إن من وهبه الله نعمة الذكاء الإجتماعي جعل منه قائدا محنكا، وبطلا من أبطال الدرجة الأولى، وخلق عنده إنطباعا جيدا عن الناس، فتتحسن صورته الذاتية عن نفسه عندهم وعنده هو كذلك.

يقول فيكتور هوجو: هناك شيء أقوى من كل جيوش العالم... ذلك الشيء هو فكرة جديدة حان وقت ميلادها.. وهذه الفكرة هي الإهتمام وتطوير العلاقة مع الآخرين.

ويقول كارل ألبريخت في تعليقه على مقولة إتش جي ويلز: إن الحضارة تتحول أكثر وأكثر إلى سباق بين العلم والكارثة.

إن الذكاء الاجتماعي قد يكون وعلى المدى البعيد أحد أهم عناصر بقاء الجنس البشري، ولكي نزيد فرص تعاوننا وبقائنا دون دمار وننقي العنصر البشري من شوائب السياسة والصراعات الحضارية ومن سيطرة منظمات المال والمنظمات الغير أخلاقية فلا بد من:

1) الحاجة لقادة يمثلون نماذج للذكاء الإجتماعي.

2) الحاجة إلى منظومة تعليمية تحترم المبادئ والسلوكيات المتصلة بأعلى معدلات الذكاء الإجتماعي، والتي تساعد على فهم الثقافات المتعددة.

3) الحاجة إلى بيئة إعلامية تتبنى أسمى القيم.

4) بيئة إجتماعية مثالية وايجابية ومحفزة لغرس القيم وتنميتها.

وفي الختام أتمنى أن نرجع لقيم وثوابت نتفق عليها تتوافق مع التغير العالمي وتحفظ للمجتمعات سلامتها من الخلل والمشكلات.

الكاتب: د. خالد سعد العرفج.

المصدر: موقع المستشار.